Thursday 7 October 2010

إزاي أكون واثق في نفسي؟!!

طول عمري بسمع مشاكل الناس الشخصية.. وسمعت أغلب أنواع مشاكل الشباب اللي موجودة.. بس أكتر مشكلة بتضايقني بلاقيها في سؤال:

إزاي أكون واثق في نفسي؟!!

أنا نفسي قضيت سنين بتسائل عن مفهوم "الثقة في النفس".. ماهو عشان أكون واثقة في نفسي صح، لازم أفهم معنى الكلمة دي إيه أصلاً..

واحد يروح يتقدم لبنت و يترفض.. يسأل "ممكن أعرف ليه؟" تقولله "فيه حد تاني متعلقة بيه"..
لما يشوف الحد التاني ده، يلاقيه إنسان عادي جداً، يقول:
"بأة هو ده اللي فضلته عليا؟ إيه اللي عنده مش عندي يعني؟!! شغلي أحسن من شغله.. عندي عربية أحدث موديل وهو حتى ماعندوش عربية.. عندي فيلا في الشيخ زايد، وهو هيسكّنها في شقة إيجار جديد.. مرتبي يعيشها ملكة، وهو مرتبه يادوب يأكلهم ويشربهم.. بروح الجيم وعندي عضلات، وهو ماعندوش.. متعلم في مدارس لغات، وهو الإنجليزي بتاعه ضايع... أنا عندي، وهو معندوش..أنا عندي، وهو ماعندوش..."
وتلاقيه يطلّع فيه "القطط الفاطسة" ويبدأ يتكلم على عيوبه مع الناس ويكَرهّهم فيه..

بنت معجبة بولد جداً، بس هو يوم ما جه يتجوز إتقدم لواحدة تانية ومافكرش فيها هي.. هي تشوف البنت التانية تتجنن "بأة هي دي اللي هيتجوزها؟ أصلاً مش حلوة، و لبسها عادي جداً، أنا أحلى وأشيك منها مليون مرة.. أصلاً دمها مش خفيف، وأنا دمي أخف منها بكتير.. دي مين دي أصلا؟ يعني عمري ما سمعت عنها.. ده انا مفيش حد مايعرفنيش.." وتعض بأة مع صحباتها طول الوقت تقول "بصوا أصلاً مناخيرها عاملة إزاي.. عينيها مش حلوة على فكرة.. بؤّها كبير أوي إيه ده.. عارفين، الشنطة اللي معاها دي مش ماركة، ونضارة الشمس بتاعتها أنا شفتها بتشتريها من واحد من اللي بيبيعوا في الشارع دول.. ياي.. لأ ومش هتصدقوا دي، وأنا سايقة عربيتي مرة شوفتها واقفة في محة الأوتوبيس.. OH MY GOD!! "

لأ أنا اللي: OH MY GOD!!!
وقَّفوا شوية، إهدوا شوية، إيه إللي إنتوا بتعملوه في نفسكو ده..
طب إنت يا أونكل ياللي عندك عربية أحدث موديل، تفتكر إن البنت لو سمعتك وإنت بتقول الكلام ده ممكن تغير رأيها؟
وإنتي يا طنط ياللي لابسة نضارة RayBan ، تفتكري إنه ممكن يفكر فيكي لحظة لو سمعك بتتكلمي كده؟!!

ده لو كانوا لسة بيقارنوا بينكم وبين اللي اختاروهم، كلامكم ده هيخليهم يتأكدوا إن اختيارهم كان صح..


طب إبه علاقة كل ده بالثقة في النفس؟!!
مانا جاية أهو..

تعالوا نشوف البنت اللي رفضت العريس دي بتقول إيه..
بتقول:
" أنا قلبي اختار الأنسان اللي هاعرف أكمل معاه بقية حياتي.. اللي هاعرف أحس معاه بالأمان.. متطمنة على ديني معاه.. عايزة ولادنا يتربوا في حنية قلبه.. جمال أخلاقه مخليني عمري ما أخاف منه.. واثقة إن مهما حد حاول يوقع بيننا، هيتصرف بعقل وحكمة.. مهما الظروف كانت عاملة إزاي، احتواؤه ليا هيكفيني.. من الآخر، شايفاه راجل مالي عيني"
أصلاً ماسألتش عنده عربية ولا لأ، وماخدتش بالها عضلاته عاملة إزاي.. ولا عمرها سألته "مرتبك كام"..

والراجل اللي ساب أحلى بنت وراح اتقدم للتانية، سألناه ليه مافكرتش فيها؟
قال:
"أنا عارف إن فلانة زي القمر ولذيذة.. بس بحس إنها حلوة بس وأنا واقف معاها، أول ما بتمشي، بنسى أصلاً إن كان فيه حد واقف معايا"
طب واشمعنى اخترت دي:
"يمكن مش حلوة أوي، بس لما ببص في عينيها، بروح لعالم تاني.. عالم مش بخرج منه حتى بعد ما تسيبني وتمشي.. خجولة أوي وعندها حياء.. مش رايحة تقول لكل الناس "بصوا أنا حلوة إزاي".. أخلاقها عالية أوي.. تخليني واثق إنها هاتحافيظلي على بيتي وولادي وفلوسي.. يوم ما الظروف تبقى صعبة، هتحس بيا مش هتتخانق معايا عشان ماجبتلهاش طلباتها.. ممكن دمها يكون مش خفيف، بس عفويتها بتضحكني أوي.. يمكن تقولوا إن فيه أحلى منها كتير، بس هي مالية عينية، وده كفاية"

احنا شوفنا الأولاني(اللي اتنفضله D:) بيقول إيه.. والتاني ( اللي نفض للأولاني) قال إيه..
طب يا تري التالت ده (اللي التاني اختاره) إيه موقفه؟ وبيفكر إزاي؟ وإيه اللي فيه خلى الناس تحبه؟!!!

لما سألنا الناس على إيه اللي بيميز الشخص ده قالوا:
"واثق في نفسه"

بس ده رأي الناس، هل هو ده حقيقي سر حب الناس ليه؟!!
تعالوا نعمل حوار معاه عشان نحاول نلاقي إجابة لتساؤلتنا..

-اسمك إيه؟ -رضا" -أقولك أستاذ رضا ولا بشمهندس رضا ولا Mr. Reda ولا إيه؟ -قوليلي رضا
-لأ،ما هو لازم يكون عندك لقب
-ليه لازم؟
-عشان هو ده اللي بيظهر مركزك الاجتماعي في وسط الناس
-طب وهاستفيد إيه لما مركزي الاجتماعي يظهر في وسط الناس؟
-إزاي هتستفيد إيه؟ عشان الناس تعرف مقامك
-طب وأنا هعمل إيه يعني لما الناس تعرف مقامي؟
-إنت غريب أوي يا رضا.. لازم الناس تعرف مقامك عشان يحترموك ويقدروك -إيه ده، هما الناس مش هتحترمني غير لما مركزي الاجتماعي وسط الناس يكون ظاهر؟ طب إنتي مش عارفة مركزي، يبقى مش بتحترميني؟!! -إزاي حضرتك، ما هو أنا لو ماكنتش بحترمك ماكنتش عملت معاك الحوار ده -يعني أهو بتحترميني من غير ما تعرفي مركزي ولا لقبي.. طب بتحترميني ليه؟
-أنا بحترم حضرتك لإني عرفت إن الناس بتحترمك
-يا سلام؟!! طب خليني معاكي للآخر.. الناس دي بتحترمني ليه طيب؟!!
-بيقولوا إن حضرتك إنسان كويس أوي
-لو ده حقيقي، هو يعني مافيش إنسان كويس غيري؟ ماهو فيه ناس كتير كويسين أوي، اشمعنا أنا
-لأ، ما هو أنا لما سألتهم السؤال ده، قالوا إن حضرتك واثق في نفسك بجد.. وهو ده اللي خلاني أعمل مع حضرتك الحوار -هو إيه ده؟
-إنك واثق في نفسك في وقت ما شباب كتير نفسهم يبقوا واثقين في نفسهم ومش عارفين، فأنا عايزة أسأل حضرتك إزاي بقيت واثق في نفسك كده؟!!

-طب قبل ما أجاوب على السؤال ده، أنا عايز أسأل حضرتك سؤال.. يعني أيه ثقة في النفس أصلاً؟
-ثقة في النفس يعني إن الواحد يكون مؤمن بذاته وبقدراته
-حضرتِك مؤمنة بذاتك وبقدراتَك؟
-أه طبعاً -يعني حضرتك واثقة في نفسك؟
-جداً
-يعني اللي فهمته من كلام حضرتك إن إحنا بنستمد ثقتنا بنفسنا من الإيمان بذاتنا وقدراتنا.. طب مين هي ذات حضرتك وإيه هي قدرات حضرتك اللي بتستمدي ثقتك منها؟
-لو عن ذاتي، أنا شكلي حلو، دايماً الناس بتقول إنهم ماشافوش أذكى مني، ناجحة في شغلي، وعلاقاتي بالناس كويسة.. ولو عن قدراتي: متحدثة لبقة، بعرف أطلّع المعلومة من اللي أدّامي بطرق مختلفة، ولو لقيت أي تحدي أدّامي، بعرف أفضل أحاول لغاية ما أوصل للي أنا عايزاه

-هايل.. طب خلينا نتخيل إنك بعد الشر بعد الشر عملتي حادثة، فشكلك ما بقاش حلو.. ولسانك اتقطع، وإنتي كنتي في بلد غريبة فمحدش من اللي بتحبيهم حواليكي ومش عارفة توصليلهم.. بعد الشر يعني، هتفضلي واثقة في نفسك؟
-إيه اللي انت بتقوله ده!! بعد الشر عليا طبعاً.. بس هعتبر إن السؤال ده تحدي ولازم أتخطاه عشان أوصل للي أنا عايزاه، فهجاوب عليك.. ممم.. بعد الشر يعني لو ده حصل.. هفكر ممكن أعمل إيه.. ممكن أعمل عملية تجميل.. ممكن أتواصل مع الناس عن طريق الكتابة.. ممكن أغير شغلي لحاجة تانية أنمي قدراتي فيها.. هاحاول أوصل للناس اللي بحبهم بأي طريقة، بس أكيد مش هتبقى دي النهاية..أنا ذكية وبعرف أحل أي مشكلة تقف أدامي.. يبقى آه، هافضل واثقة في نفسي برده.. -معنى كلامك ده إنك واثقة في نفسك عشان واثقة إنك ذكية.. يعني بتستمدي ثقتك في نفسك من ذكاء عقلك
-ممم.. إيه ده صح، إنت خلتني آخد بالي من حاجة ماخدتش بالي منها قبل كده.. يبقى أنا بستمد ثقتي في نفسي من عقلي فعلاً

-حلو.. ما دام عرفنا إنتت بتستمدي ثقتك من إيه حقيقي، خلينا نبعد عن موضوع الحادثة وندخل في نقطة تانية.. إنتي قلتي إنك ذكية وبيتعرفي تحلي المشاكل.. طب لو فيه مشكلة وقفت أدامك وماعرفتيش تحليها"
-لو ماحدش تاني عرف يحلها يبقى مش هزعل، لإن ده ما أثبتش إني مش ذكية، لإن كده كده ماحدش تاني عرف

-طب ولو فجأة حد تاني عرف، وده وارد، إنتي ماتعاملتيش مع كل الناس عشان تعرفي إنك أذكى واحدة في الكون
-أه طبعاً.. يبقى هبعد عن الشخص ده، لإني طول ما أنا قريبة منه، هحس إنه أذكى مني وإني قليلة جنبه.. وآه، ثقتي في نفسي هتقل طول ما هو موجود، فلازم أبعد عنه
-طب ولو ماعرفتيش تبعدي عنه.. يعني هو كان عايش بره وجه مصر، واشتغل في الشركة اللي بتشتغلي فيها، وابتدى يتعرف بذكاؤه.. وقتها إنتي مش هتكوني أذكي واحدة في نطاق الناس اللي حواليكي، صح؟!!
-صح... ممم.. إيه ده، يا رب ده مايحصلش.. بس إنت عندك حق.. وقتها هتبقى راحت عليا بأة، ومش هابقى حاسة إني أحسن من اللي حواليا في حاجة، فمش هابقى واثقة في نفسي.. لإن كانت دي أكتر حاجة بتميزني... بس هاشتغل تحتيه عشان أتعلم منه، وعشان على الأقل، أستمد ثقتي من إني بشتغل مع أذكى واحد -إنتي قلتي دلوقتي نقطة تانية.. "مش هابقى أحسن من اللي حواليا".. يعني أنا بقيس قدراتي- اللي بستمد منها ثقتي بنفسي- بالناس اللي حواليا؟ يعني أنا بكون واثق في نفسي لما أكون متميز عن اللي حواليا في حاجة
-أه طبعاً

-طب ماهو وارد برده إن الشخص الذكي اللي خد مكانك ده يقابل شخص أذكى منه.. يبقى وقتها هو برده يفقد ثقته في نفسه ويستسلم ويسيب غيره ياخد مكانه؟ واللي بعده يستسلم للي بعده وهكذا؟!!
-أه.. ما هو مفيش غير كده
-طب ومين اللي هيفضل في الآخر؟
-أذكى واحد"
-وأذكى واحد ده لو قابلته مشكلة، هيبقى إيه الحل؟
-هتفضل موجودة، حتي لو بعد سنين هييجي الحد اللي يحلها -طب واللي هيحلها ده مش هيكون أذكى من الأولاني عشان كدة عرف يحلها؟ -أه -يبقى اللي كنا بنقول عليه أذكي حد ده وكلنا بنشتغل تحتيه طلع فيه اللي أذكى منه.. طب أذكى حد ده، ممكن يقول حل للممشكلة ويطلع غلط أو يطلع فيه عيب يسبب مشكلة تانية؟
-أه طبعا، مفيش حد مابيغلطش
-طب وهتفضلي واثقة فيه لو هو قال حاجة وطلعت غلط؟
-لأ، يعني، مش أوي
-طب يعني لا واثقة في نفسك تماما ولا واثقة فيه تماما، ولا واثقة في أذكى حد لإنك عارفة إن دايماً الذكي في اللي أذكى منه.. أمال هتثقي في مين؟

-إنت قصدك ثقة بمعنى إيه بالضبط؟
- ههههههه.. ده كان سؤالي ليكي في الأول، يعني إيه ثقة..
-طب يعني كده مفيش حاجة اسمها ثقة؟

-لأ، السؤال المفروض يكون "يعني كده مفيش حاجة اسمها ثقة في النفس؟"، والإجابة إنتي اللي جاوبتيها بنفسك..
-طب إزاي؟ لو مش واثقين في نفسنا إزاي هنحس إننا أقوياء عشان نعرف نعيش حياتنا؟
-هو الثقة لازم تكون ‘ثقة في النفس’ بس؟!! يعني ماينفعش أثق في حاجة تانية؟
-ما انت خلتني أوصل لإني لا أثق في نفسي ولا أثق في الناس التانية حتى لو كانوا أحسن ناس، لإن لو حد كويس في حاجة دايما هييجي اللي أحسن منه فيها، ولإن مهما كان الحد ده عامل إزاي، لازم يكون ليه أخطاء"
-"طب ماهو احنا مش لازم الثقة دي نستمدها من إنسان"
-"أمال منين يعني؟"
-"نثق في اللي ماينفعش ييجي اللي أذكى منه، ولا اللي أعلى منه، واللي مابيغلطش.. نثق في اللي فوقنا كلنا، ونستمد ثقتنا منه"
-"ربنا!!" -"اللي ماينفعش نقارن عقلنا بيه، لإن هو اللي خلق عقولنا..
الكامل في كل حاجة..
اللي دايماً فوقنا كلنا..
اللي مهما رونا وجه غيرنا، ده مش هيأثر في قدراته هو..
اللي كلامه صح دايماً..
اللي ماينفعش نشك في أي حاجة قالها لإننا عارفين إنه هو اللي حط مفهوم الصح والغلط، وهو اللي خلق عقولنا اللي بنفهم بيها معني الصح والغلط"
-"سبحان الله، طبعاً ربنا فوقنا كلنا.. بس أنا مش بتكلم على الثقة في الله.. أنا بتكلم على الثقة اللي نتعامل بيها في حياتنا اللي احنا عايشينها" -"طب إنتي ليه بتفصليهم؟ ليه بتفصلي حياتنا اللي احنا عايشينها عن الله!! يعني هو ربنا خلقنا وسابنا، ومش هنقابله تاني غير بعد ما نموت؟!!"
-"حاش لله، أنا ماقولتش كده.. أنا طبعاً عارفة إن ربنا معانا ليل نهار ومالك كل أمورنا وبندعيه يستجيب، و هو اللي بيقدّر كل حاجة تحصل في حياتنا.. بس أنا مش فاهمة إزاي أستمد ثقتي من الله.. أو بمعنى أصح، إزاي أستمد قوتي اللي أعيش بيها في الحياة من ثقتي في الله؟"
-"هو ده السؤال الصح.. "إزاي أستمد قوتي من ثقتي بالله؟" هقوللك..

الدين مش حاجة منفصلة عن الحياة.. الدين منهج حياة.. ماينفعش ربنا الكامل يدينا منهج حياة مش كامل.. القرآن والسنة فيهم كل حاجة تساعدنا على العيشة في الحياة.. كل حاجة صح.. والأمور المختلف فيها ربنا قدّر إن يكون فيها اختلاف رحمة بينا، ومش نقص في الدين حاش لله، بس الأمور دي عشان نعرف نتعايش أحسن في مختلف المجتمعات ومختلف المواقف..

أنا بكون قوي برأيي لما يكون مرجعي كلام ربنا، فمش بتهز لإني واثق في ربنا (مش واثق في نفسي).. ممكن أكون متردد في حاجة ولما برجع للدين ألاقي فيها اختلاف.. وقتها بستخير ربنا، وبعمل باللي هيوريهولي من علامات، ومش بكون متردد بردو لإني واثق إن ربنا مش هيضيعني..

الدين علمنا الأخلاق اللي بنتعامل بيها مع الناس..
علمنا إزاي نطهر قلوبنا من كل أمراض القلوب..
علمنا إزاي نعرف نتعامل مع جميع جوانب حياتنا: العقلية والقلبية والجسدية والروحانية..
اتعلمنا من الدين إن هدفنا في الدنيا مايكونش هدف شخصي وإزاي أكون أحسن حد وأكره أي حد يكون كويس عشان ماينافسنيش، لأ، ديننا علمنا نعيش لهدف سامي، هدف الإصلاح في الكون.. هدف ماينفعش شخص يحققه لوحده، فعلمنا إزاي نحب كل حد بيحاول يكون كويس ونقرب منه عشان نحاول نحقق الهدف ده مع بعض..

...
بتسأليني ليه فلانة فضلت تتجوزني وماخترتش الشخص التاني.. أكيد مش هقوللك إني أحسن منه، لإن هو ممكن يطلع أحسن مني بكتير.. مش فارق معايا أعرف مين أحسن، ولا عمري فرق معايا أعرف أي إنسان ده إيه عيوبه وإيه مميزاته.. يعني هاعمل إيه لما أعرف!!

أكيد هحاول أعرف عن الإنسانة اللي هتجوزها عشان دي واحدة هتشاركني حياتي ولازم أتطمن على بيتي معاها، وأكيد هحاول أعرف عن حد هيشاركني في شغل عشان ميحصلش مشاكل،
وعلى فكرة، مهما حاولت مش بقدر أعرف كل حاجة عنهم، بس بستخير ربنا اللي عارفهم، لو اختارهملي هكمل، ماخترهمش هابعد..

بس أنا مالي بأة بالناس التانية.. هستفيد إيه لما أعرف عيوب الشخص التاني.. ولا حاجة.. كل اللي هاخده سيئات لما أغتابه، وسواد في قلبي لما أفكر إنه وحش وأنا أحسن منه..
أنا وحش ولا كويس في عيون الناس ده مش هيفرق معايا.. هعمل إيه برأي الناس فيا؟ رأيهم فيا هيدخلني جنة أو نار؟ يعني مثلاً، يوم القيامة ربنا -حاش لله- هياخد رأيهم قبل ما يقضي بدخولي الجنة أو النار؟ الحكم لربنا وحده، وهو وحده اللي رأيه فيا يفرق معايا..

هحاول أعرف مشاكلهم عشان أدورلها على حل في مجال تخصصي، ولو مش ده هدفي، يبقى مش هحاول أعرف عنهم اللي مايخصنيش.. ليه أضايق نفسي أصلاً بعيوب فلان ومشاكل علّان..

أنا بحب الناس، حاجة ربنا خلقها فيا وفي أي حد، وماعرفش أعيش من غيرهم..
بتعامل معاهم حلو عشان ربنا.. بحب اللي بيحب ربنا وببعد عن اللي ربنا مابيحبوش..
نفسي أنا والناس ندخل الجنة مع بعض، عشان كده وافقت أعمل معاكي الحوار ده.. ممكن الكلام يفرق مع الناس أو لأ.. هابقى عايز أعرف الكلام فرق ولا لأ عشان لو أثر، يبقى دي حاجة ممكن أعملها تاني أرضي ربنا بيها، ولو مأثرش، هدوّر على طريقة تانية أرضي ربنا بيها.. بس مش فارق معايا حكمهم لا بالخير ولا بالشر..

وبرده، مش عارف ليه فلانة إختارتني وسابت التاني، ومش عايز أعرف، كل اللي أعرفه إني بحمد ربنا إنه خلّى ده اختيارها وخلّى ده اختياري...

ها.. يا ترى جاوبتك على سؤالك؟!!

بحبه أوي :)

من كام يوم
لقيت ماما عمالة تشكر في أخوية وتقولله إنها مبسوطة بيه وراضية عنه أوي..
بعد شوية لما لبس عشان ينزل، لقيته لابس لبس حلو أوي ما شاء الله، فأعّدت أقولله "شكلك تحفة ما شاء الله"..
و شوفت أد إيه هو فرحان بالكلام اللي بيتقالله ده..
بعد شوية في وسط الكلام -وأنا مش مركزة- لقيت نفسي بفتكرله مواقف جدعنة، وأعدت أقولله أد إيه هو أخ جدع وأسلوبه حلو ومختلف، و حاجات كده..
بعدين فجأة قلتله "إيه ده، غريبة أوي إن سبحان الله الناس كلها النهاردا عمالة تمدح فيك كده :)"
ضحك وقاللي: "أيوة، ما أنا مستغرب برده"
قلتله "إنت أكيد عملت حاجة حلوة قريب ترضي ربنا، صح؟"
قعد يفكر، وقال لي "مش فاكر فعلاً إيه الحاجة الجديدة اللي عملتها"..
قلتله:
"فكر وهتلاقي أكيد.. عارف؟ أنا مرة نزلت من البيت، و والله العظيم كل ما أشوف حد ألاقيه بيمدح فيا وألاقي الناس تقوللي كلام حلو، ويبتسموا في وشي، أو يبينولي حبهم بطريقة معينة، مع إني بشوفهم كل يوم، بس اليوم ده بالذات كلهم عملوا كده.. فحسيت كإن ربنا راضي عني وأراد إنه يبينلي رضاه من خلال حب الناس ليا يوميها.. فسألت نفسي إيه الحاجة الجديدة اللي ممكن تكون فرحت ربنا بيا، فافتكرت إن اليوم ده لما صحيت أصلي الفجر، لقيت إنه لسة ما أذّنش، فقلت بدل ما أنام تاني، أصلي ركعتين قيام ليل لغاية ما الفجر يأذن.. فعرفت إن هو ده سر جمال اليوم كله"..

بعد ما خلصت كلامي بصيت في وش أخوية لقيته مندهش و مبتسم أوي،
فسألته : "إيه فيه إيه؟"
قال لي "أصل أنا بقالي كتير أوي ما بصليش قيام ليل، وإمبارح صلّيت :)"

سبحان الله :)

لأ بجد سبحان الله!!

بأة ركعتين قيام ليل ممكن يفرحوا ربنا بينا للدرجة دي!!
لدرجة إنه يكافئنا عليها في يوميها بإنه يخلي كل الناس تقوللنا كلام حلو وتعمل مواقف تفرحنا طول اليوم كده!!

أصلاً، يعني، قيام الليل ده المفروض إني بعمله عشان نفسي، عشان أعلّي روحانياتي وآخذ حسنات، ومش هنزود ولا ننقص من ملك ربنا شيء لما نعمل كده..
فمعقولة ربنا يفرح بينا للدرجة دي!!!

وحاجة تانية كمان فكرت فيها من الموقف ده،
إزاي ممكن حد يتخيل إنه يقدر يعيش في الدنيا دي فرحان وهو بعيد عن ربنا!!

يعني احنا لما صلينا ركعتين القيام دول، ربنا ماكتفاش بإنه يديلنا حسنات نشوفها يوم القيامة،
لأ، ده خللى يومنا حلو واحنا لسة في الدنيا أهو.. وفرحنا بحاجات دنيوية برده..

طب ليه بنفتكر إن ’دين‘ يعني ’حزن‘ و’كآبة‘ و’حرمان‘!!

يعني ليه بناخد وقت طويل كده عشان نتأكد إن معنى السعادة الحقيقية موجود بس مع ربنا..
لا ومش هيكون في الجنة بس،
ده فيه جنة تانية بنعيشها في الدنيا.. الجنة دي مايعرفهاش غير اللي داق "حلاوة الأنس بالله"

يانهار أبيض!!

ده الواحد عمره ما بيعرف يعني إيه ’حب بجد‘ غير لما يحب ربنا ويشوف حب ربنا ليه..

بنعرف مع ربنا معنى "الحب الحقيقي"
لإن هو الوحيد اللي لا يمكن يجرحني..
لإن حبه ليا مش حب مواقف ومهما عملت، بيفضل يديني ومابيمنعش خيره عني..
لإنه مش هياخد حبي ليه إنه شيء مسلم بيه فيتجاهله..

بحب ربنا لإنه واخد باله مني ليل نهار، وعينه مابتغفلش عني لحظة..
بحبه لإني واثقة دايماً إن اختياراته لأموري هي الصح، ما بشكش إنه ممكن يختارلي حاجة أندم عليها، ومش بشك إن ممكن يكون ليه -حاش لله- "مصلحة شخصية ورا الإختيار ده"..

أنا ممكن أزعل من إنسان لو ضايقني بأي شكل، لإن ممكن أوي يكون متعمّد إنه يضايقني، أو ممكن أكون مش فارقة معاه لدرجة إنه ضايقني أوي وهو مش حاسس، ومش هيفرق معاه لو حس..

بس لو ربنا كتب عليا حاجة، زي مرض، أو موت حد من المقربين، أو حزن بسبب أي شيء،
عمري ما هزعل منه، لإني ماعنديش شك إن ده فيه خير ليا..

لإن بالإبتلاء ده ربنا بيغفر لي ذنوب كتير عشان يخفف عني الحمل يوم القيامة..

لإن بالإبتلاء ده ربنا بيرفعني درجات في الجنة عشان أفرح أكتر..

لإن "الضربة اللي ما بتموتنيش بتقويني"، فربنا يريد إنه يقويني أكتر عشان أعيش عيشة أحسن..

لإن لما ربنا بياخد مني حاجة في الدنيا، بيبعتلي حاجات تانية حلوة أوي تواسيني وتفرحني..

يعني ممكن مرض قوي يتعبك أوي، و ظاهرياً تصعب على الناس من كتر الإبتلاءات اللي بتحصلك..
بس وقتها، بتشوف الناس اللي كنت بتصعب عليهم دول أد إيه بيحبوك..
بتشوف خوف الناس عليك في سؤالهم عنك.. في وقفتهم جنبك.. وفي دمعة عينيهم عشانك..
و ممكن تكون مابتعرفش قيمتك عند الناس غير في اللحظات دي.. فتحس أد إيه الناس بتحبك..

ولما في الأوقات دي فيه ناس ماتسألش عليك، والمفروض يكونوا هما أول ناس يقفوا جنبك، بتحمد ربنا إنك عرفت مين بيحبك بجد ومين لأ، عشان إنك تعرف دلوقتي أحسن ما تتصدم بعدين في مواقف أقوى..


ممكن يحصل حاجة تخليك تسيب شغلك، فتزعل أوي، بس تكتشف إن ربنا مخبيلك شغل أحسن مليون مرة.. اصبر انت شوية بس..

ممكن يكون نفسك تتجوز حد معين أوي، والحوار مايتمش ،وتتعذب كتير، بس تلاقي ربنا مخبيلك حد هتفرح معاه أكتر بكتير من الحد الأولاني.. بس هيبعتهولك في أنسب وقت ليك..

عارفين احنا بنزعل إمتى؟!!
بنزعل لما نبص على الموقف زي ما هو حاصل كده،
حاجة وحشة تبقى حاجة وحشة..
مش بنفكر في عمق الموضوع..
بيكون الوحش هو اللي ظاهر وملفت للنظر، فبنبص على الظاهر بس.. مع إن ممكن يكون الباطن أكبر وأحلى بكتير..
وبنزعل لما نبقى مصرين نعرف حكمة ربنا من الإبتلاء ده وقتها، ومش بنقدر نعرفها..
ما احنا لو صبرنا شوية هنعرفها بعدين..
ماهو حتى لو حد قالهالنا دلوقتي، مش هنقدر نستوعبها غير في الوقت اللي نكون مهيئين فيه لإننا نستوعبها..

يعني المفروض نثق في قضاء ربنا "ثقة عمياء" زي ما بيقولوا..
ماهو إزاي نتخيل إن احنا هنفهم ربنا قاصده إيه من كل حاجة واحنا مُخِّنا على أدنا كده..

ده ربنا..

ربنا هو اللي خلق الكون من أوله لآخره..
هو اللي خلق كل الناس من أول آدم لغاية يوم القيامة..
هو اللي خلق عقولنا اللي بنحاول نفهم بيها دي.. عارفينها؟!! :) ( لا بهزر D: )

ربنا اللي خلق الأرض.. السما.. الجنة والنار..
اللي مالك أمرنا ،واللي بيقّدر أمورنا..

ربنا اللي هيحكم بيننا يوم القيامة في مين هيدخل الجنة ومين اللي هيدخل النار،
وعارفين ومتأكدين إن مفيش حد هيدخل الجنة بأعماله، لإن كل واحد عارف الذنوب اللي بيعملها في حق ربنا، وكلنا عارفين إن لو حسناتنا وسيئاتنا اتقاست بالورقة والقلم، يبقى كلنا هنخش النار..
وإن رحمة ربنا بعباده هي عشمنا في الجنة..

بأة بعد كل ده، وبعد ما نكون عارفين قدرة ربنا علينا كده.. ورحمته بينا دي.. وكمال صفاته اللي بنشوفها في عظمة خلقه.. لسة هنشك إن ممكن أي حاجة تحصلنا تكون وحشة!!

ده ربنا..

مقلب القلوب..
هو اللي معاه نحس بمعنى الحياة الحقيقي..
وهو اللي عنده نلاقي جواب لأي سؤال..
وهو اللي خلقنا عشان يفرحنا..

بحبه أوي :)