من كام يوم
لقيت ماما عمالة تشكر في أخوية وتقولله إنها مبسوطة بيه وراضية عنه أوي..
بعد شوية لما لبس عشان ينزل، لقيته لابس لبس حلو أوي ما شاء الله، فأعّدت أقولله "شكلك تحفة ما شاء الله"..
و شوفت أد إيه هو فرحان بالكلام اللي بيتقالله ده..
بعد شوية في وسط الكلام -وأنا مش مركزة- لقيت نفسي بفتكرله مواقف جدعنة، وأعدت أقولله أد إيه هو أخ جدع وأسلوبه حلو ومختلف، و حاجات كده..
بعدين فجأة قلتله "إيه ده، غريبة أوي إن سبحان الله الناس كلها النهاردا عمالة تمدح فيك كده :)"
ضحك وقاللي: "أيوة، ما أنا مستغرب برده"
قلتله "إنت أكيد عملت حاجة حلوة قريب ترضي ربنا، صح؟"
قعد يفكر، وقال لي "مش فاكر فعلاً إيه الحاجة الجديدة اللي عملتها"..
قلتله:
"فكر وهتلاقي أكيد.. عارف؟ أنا مرة نزلت من البيت، و والله العظيم كل ما أشوف حد ألاقيه بيمدح فيا وألاقي الناس تقوللي كلام حلو، ويبتسموا في وشي، أو يبينولي حبهم بطريقة معينة، مع إني بشوفهم كل يوم، بس اليوم ده بالذات كلهم عملوا كده.. فحسيت كإن ربنا راضي عني وأراد إنه يبينلي رضاه من خلال حب الناس ليا يوميها.. فسألت نفسي إيه الحاجة الجديدة اللي ممكن تكون فرحت ربنا بيا، فافتكرت إن اليوم ده لما صحيت أصلي الفجر، لقيت إنه لسة ما أذّنش، فقلت بدل ما أنام تاني، أصلي ركعتين قيام ليل لغاية ما الفجر يأذن.. فعرفت إن هو ده سر جمال اليوم كله"..
بعد ما خلصت كلامي بصيت في وش أخوية لقيته مندهش و مبتسم أوي،
فسألته : "إيه فيه إيه؟"
قال لي "أصل أنا بقالي كتير أوي ما بصليش قيام ليل، وإمبارح صلّيت :)"
سبحان الله :)
لأ بجد سبحان الله!!
بأة ركعتين قيام ليل ممكن يفرحوا ربنا بينا للدرجة دي!!
لدرجة إنه يكافئنا عليها في يوميها بإنه يخلي كل الناس تقوللنا كلام حلو وتعمل مواقف تفرحنا طول اليوم كده!!
أصلاً، يعني، قيام الليل ده المفروض إني بعمله عشان نفسي، عشان أعلّي روحانياتي وآخذ حسنات، ومش هنزود ولا ننقص من ملك ربنا شيء لما نعمل كده..
فمعقولة ربنا يفرح بينا للدرجة دي!!!
وحاجة تانية كمان فكرت فيها من الموقف ده،
إزاي ممكن حد يتخيل إنه يقدر يعيش في الدنيا دي فرحان وهو بعيد عن ربنا!!
يعني احنا لما صلينا ركعتين القيام دول، ربنا ماكتفاش بإنه يديلنا حسنات نشوفها يوم القيامة،
لأ، ده خللى يومنا حلو واحنا لسة في الدنيا أهو.. وفرحنا بحاجات دنيوية برده..
طب ليه بنفتكر إن ’دين‘ يعني ’حزن‘ و’كآبة‘ و’حرمان‘!!
يعني ليه بناخد وقت طويل كده عشان نتأكد إن معنى السعادة الحقيقية موجود بس مع ربنا..
لا ومش هيكون في الجنة بس،
ده فيه جنة تانية بنعيشها في الدنيا.. الجنة دي مايعرفهاش غير اللي داق "حلاوة الأنس بالله"
يانهار أبيض!!
ده الواحد عمره ما بيعرف يعني إيه ’حب بجد‘ غير لما يحب ربنا ويشوف حب ربنا ليه..
بنعرف مع ربنا معنى "الحب الحقيقي"
لإن هو الوحيد اللي لا يمكن يجرحني..
لإن حبه ليا مش حب مواقف ومهما عملت، بيفضل يديني ومابيمنعش خيره عني..
لإنه مش هياخد حبي ليه إنه شيء مسلم بيه فيتجاهله..
بحب ربنا لإنه واخد باله مني ليل نهار، وعينه مابتغفلش عني لحظة..
بحبه لإني واثقة دايماً إن اختياراته لأموري هي الصح، ما بشكش إنه ممكن يختارلي حاجة أندم عليها، ومش بشك إن ممكن يكون ليه -حاش لله- "مصلحة شخصية ورا الإختيار ده"..
أنا ممكن أزعل من إنسان لو ضايقني بأي شكل، لإن ممكن أوي يكون متعمّد إنه يضايقني، أو ممكن أكون مش فارقة معاه لدرجة إنه ضايقني أوي وهو مش حاسس، ومش هيفرق معاه لو حس..
بس لو ربنا كتب عليا حاجة، زي مرض، أو موت حد من المقربين، أو حزن بسبب أي شيء،
عمري ما هزعل منه، لإني ماعنديش شك إن ده فيه خير ليا..
لإن بالإبتلاء ده ربنا بيغفر لي ذنوب كتير عشان يخفف عني الحمل يوم القيامة..
لإن بالإبتلاء ده ربنا بيرفعني درجات في الجنة عشان أفرح أكتر..
لإن "الضربة اللي ما بتموتنيش بتقويني"، فربنا يريد إنه يقويني أكتر عشان أعيش عيشة أحسن..
لإن لما ربنا بياخد مني حاجة في الدنيا، بيبعتلي حاجات تانية حلوة أوي تواسيني وتفرحني..
يعني ممكن مرض قوي يتعبك أوي، و ظاهرياً تصعب على الناس من كتر الإبتلاءات اللي بتحصلك..
بس وقتها، بتشوف الناس اللي كنت بتصعب عليهم دول أد إيه بيحبوك..
بتشوف خوف الناس عليك في سؤالهم عنك.. في وقفتهم جنبك.. وفي دمعة عينيهم عشانك..
و ممكن تكون مابتعرفش قيمتك عند الناس غير في اللحظات دي.. فتحس أد إيه الناس بتحبك..
ولما في الأوقات دي فيه ناس ماتسألش عليك، والمفروض يكونوا هما أول ناس يقفوا جنبك، بتحمد ربنا إنك عرفت مين بيحبك بجد ومين لأ، عشان إنك تعرف دلوقتي أحسن ما تتصدم بعدين في مواقف أقوى..
ممكن يحصل حاجة تخليك تسيب شغلك، فتزعل أوي، بس تكتشف إن ربنا مخبيلك شغل أحسن مليون مرة.. اصبر انت شوية بس..
ممكن يكون نفسك تتجوز حد معين أوي، والحوار مايتمش ،وتتعذب كتير، بس تلاقي ربنا مخبيلك حد هتفرح معاه أكتر بكتير من الحد الأولاني.. بس هيبعتهولك في أنسب وقت ليك..
عارفين احنا بنزعل إمتى؟!!
بنزعل لما نبص على الموقف زي ما هو حاصل كده،
حاجة وحشة تبقى حاجة وحشة..
مش بنفكر في عمق الموضوع..
بيكون الوحش هو اللي ظاهر وملفت للنظر، فبنبص على الظاهر بس.. مع إن ممكن يكون الباطن أكبر وأحلى بكتير..
وبنزعل لما نبقى مصرين نعرف حكمة ربنا من الإبتلاء ده وقتها، ومش بنقدر نعرفها..
ما احنا لو صبرنا شوية هنعرفها بعدين..
ماهو حتى لو حد قالهالنا دلوقتي، مش هنقدر نستوعبها غير في الوقت اللي نكون مهيئين فيه لإننا نستوعبها..
يعني المفروض نثق في قضاء ربنا "ثقة عمياء" زي ما بيقولوا..
ماهو إزاي نتخيل إن احنا هنفهم ربنا قاصده إيه من كل حاجة واحنا مُخِّنا على أدنا كده..
ده ربنا..
ربنا هو اللي خلق الكون من أوله لآخره..
هو اللي خلق كل الناس من أول آدم لغاية يوم القيامة..
هو اللي خلق عقولنا اللي بنحاول نفهم بيها دي.. عارفينها؟!! :) ( لا بهزر D: )
ربنا اللي خلق الأرض.. السما.. الجنة والنار..
اللي مالك أمرنا ،واللي بيقّدر أمورنا..
ربنا اللي هيحكم بيننا يوم القيامة في مين هيدخل الجنة ومين اللي هيدخل النار،
وعارفين ومتأكدين إن مفيش حد هيدخل الجنة بأعماله، لإن كل واحد عارف الذنوب اللي بيعملها في حق ربنا، وكلنا عارفين إن لو حسناتنا وسيئاتنا اتقاست بالورقة والقلم، يبقى كلنا هنخش النار..
وإن رحمة ربنا بعباده هي عشمنا في الجنة..
بأة بعد كل ده، وبعد ما نكون عارفين قدرة ربنا علينا كده.. ورحمته بينا دي.. وكمال صفاته اللي بنشوفها في عظمة خلقه.. لسة هنشك إن ممكن أي حاجة تحصلنا تكون وحشة!!
ده ربنا..
مقلب القلوب..
هو اللي معاه نحس بمعنى الحياة الحقيقي..
وهو اللي عنده نلاقي جواب لأي سؤال..
وهو اللي خلقنا عشان يفرحنا..
بحبه أوي :)
No comments:
Post a Comment